السبت، ١ ديسمبر ٢٠٠٧

فلنبدأ معا ..

بسم الله الرحمن الرحيم

حينما أردت أن أكتب عن مستقبل الأمة التي نعيش فيها ونأكل من خيراتها فقد بدر لي أن أكتبه كما أتمناه أنا. وهذا المستقبل أراه كأنه واقع الآن أمامي، فأملي في الله كبير. كذلك أرى أناسا من أبناء هذه الأمة قد نذروا أنفسهم لصناعة هذا المستقبل وضحوا بأنفسهم من أجل مستقبل مشرق لهذه الأمة. هذا المستقبل الناصع المشرق. مستقبل يجعل أمتنا في مقدمة الأمم. نرى فيه المسلم وهو في أعلى المراتب . قريبا إلى ربه . ينتقل من قطر إلى قطر دون حاجة لإبراز جواز السفر. ودون الاحتكاك به في الموانئ والمطارات. ونرى صناعتنا في مقدمة الصناعات . ونرى أخلاق الإسلام هي السائدة. ونرى حقوق الإنسان محترمة ومقدرة. ونرى حضارتنا وقد عمت العالم. ونرى الأمن والسلام هو السائد على خريطة العالم. فلا حرب هنا ولا قتل هناك. ولا تفرقة بين أبيض ولا أسود . ولا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى والعمل الصالح. ونرى أقدامنا في الأرض وهامتنا في السماء. نستعمل كل شيء من إنتاج بلادنا.
ولكي نستوعب هذا الأمر رأيت أن أرجع قليلا لأستعرض صور مشرقة أتمنى أن تعود قريبا لنا صور عندما أقرأها أذوب حسرة وأقول : ترى هل يرجع الماضي فإني أتوق لذلك الماضي حنينا . صور المساواة والمحبة والإخاء. صور العلم والتقدم والرقي. فلنقرأ معا :
الأولى :
وقف الخليفة الراشد الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه يوما على منبر مسجد المدينة المنورة على ساكنها الصلاة والسلام ليخطب الجمعة فأرتج عليه (أي ذهب عنه الكلام) ثم قال : أنتم إلى إمام فعال أحوج منكم إلى إمام قوال. ونزل فكان أبلغ من خطبة.
الثانية :
يروى أن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه منع بعض العطايا عن المسلمين ، فصعد المنبر ذات يوم ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أيها الناس ، اسمعوا وأطيعوا ، فقام أبو مسلم الخولاني فقال لا سمع ولا طاعة يا معاوية ، فقال معاوية : ولم يا أبا مسلم ؟ فقال : لم تمنع العطايا عن المسلمين وإنه ليس من كدك ولا من كد أبيك ولا كد من أمك ؟ فغضب معاوية ، ولكنه كان وقافا عن حدود الله ، فقال للناس مكانكم ، ثم ذهب فاغتسل ، فلما ذهب عنه الغضب رجع إلى الناس فقال لهم : صدق أبو مسلم إنه ليس من كدي ولا كد أبي ولا كد أمي هلموا إلى عطاياكم.
الثالثة :
يروى أن يهوديا وقف عند باب هارون الرشيد أياما فلم يجبه هارون ، فما خرج هارون ذات يوم من بيته سعى إليه اليهودي ، وقال يا أمير المؤمنين : اتق الله . فنزل هارون من على دابته وخر لله ساجدا . ثم رفع رأسه فقال لليهودي ما حاجتك ، فذكر اليهودي حاجته فقضاها هارون ، فلما انصرف اليهودي قال بعض الناس لهارون : سجدت لكلام اليهودي ؟! فقال هارون لا والله ولكنه لما قال اتق الله تذكرت قول الله تعالى " وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم و لبئس المهاد " (البقرة 206) فسجدت لله تعالى .
يتبع في المرة القادمة إن شاء الله .

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

السلام عليكم