عدنا من المظاهرة الكبيرة لنستعد لليوم التالي ودخلت لأتوضأ فناداني ابني أحمد الذي تعب اليوم كثيرا في المظاهرة ناداني فرحا بابا لقد ذهب الطاغوت إلى الجحيم فقلت له هل هذا الكلام صدق وجريت ناحية جهاز التلفزيون ورأيت على شاشة الجزيرة أن الفرعون قد ذهب أخيرا .. يا ألله الحمد لك ياربي الحمد لك على نعمك فقد تعبنا كثيرا ودعوناك كثيرا وذهب منا شباب وسرقت أموال وأهين شعب بكامله وضيع هذا الرجل قيمتنا وبلدنا وأهاننا كثيرا .. الحمد لك يارب آن لنا أن نفرح وأن نستعيد قيمة بلدنا ونستعيد ما أهدره هذا العتل من كرامتنا .. الآن يارب لن تلهينا كرة قدم ولن يحكمنا فرعون أو مجرم .. الحمد لك يارب آن لنا أن نفرح . الحمد لك على نعمائك التي لا تحصى .. الحمد لك أن خلصتنا من هذه الفئة الظالمة الطاغية المجرمة .. الحمد لك على أن رزقتنا الصبر وألهمتنا الصواب .. الحمد لك أن أنرت لنا الطريق .. الحمد لك أن جنبتنا فتنة هذا الحكم ورزقتنا الثبات على الحق .. الحمد لك أن وهبت بلدنا هذه الفئة من الشباب الصالح الذي أعلى من قيمة بلدنا الجميل مصر .. الحمد لك يارب أن أنرت الدرب لكل هذه الملايين فخرجت الثورة نقية ونظيفة وناصعة . وعلينا جميعا نحن أبناء هذا الوطن بكل طوائفه وفئاته ومفكريه أن نعمل جاهدين على رقيه والحفاظ عليه فلقد حانت الآن ساعة العمل ، ففي الفترة الماضية كان عملنا وجهادنا لكي نزيح هذا الهم وهذا الكابوس عن أرضنا وعن أوطاننا والآن زال الطاغية فقد حانت ساعة العمل وفي ساعة العمل نريد أن نرى كل مخلص يتقدم الصفوف ويقدم النموذج الصحيح لمحبي الوطن ، نريد الإبداعات ونريد الأفكار ونريد السواعد ونريد القوة الحقيقية في الاتجاه الصحيح ، نريد الأفكار المتقدمة ونريد النماذج الرائعة ونريد العقول النيرة ، نريد فكرا نقيا صافيا ونريد أفواه صادقة ونريد قلوب صافية نقية ونريد وجوه مبتسمة . نريد أن نرى اليد في اليد ونريد أن نرى الشعب كله صفا واحدا ، لا نريد أن نرى غدا خلافات على كل شيء فهذا يريد فكره أن يسود وهذا يريد رأيه أن يكون هو الرأي الأوحد وذاك يريدها دولة ذات صبغة معينة أو صورة محددة ، نريد مصرنا لنا نحبها ونحتضنها ، نريد مصر الجميلة التي تجمعنا بين أحضانها كالأم المحبة الوفية الصادقة ، نريد الحرية للجميع والانفتاح بين الجميع ، ففي جو الحرية يأتي الإبداع وفي جو الحرية يأتي التقدم ، وفي جو الحرية يكون العدل ، وفي جو الحرية يكون الحب بين الجيران والمودة بين الشعوب . نريد أن نحافظ على بلدنا فكل منا في موقعه مسئول ، وكل منا مواطن محب لبلده فلنحفظه من بقايا النظام البائد ، ونحفظه من المخربين ، ونريد أن نتقدم جميعا للحفاظ على هذا الوطن الجميل . إن بلدنا في موقف صعب فلنخرج جميعا لنحافظ عليها ، ولنحاول أن ننقذ البلد ولنصحح كل ما أفسده النظام السابق الفاسد ، فليكن كل منا نموذجا للمواطن الصالح المحب لبلده فالمهندس في موقعه أو مصنعه والطبيب في مشفاه والمعلم والمحامي والضابط والعامل وأستاذ الجامعة وكل فئات المجتمع كلنا مطالبون الآن وبقوة أن نكون على قدر المسئولية وعلى قدر بلدنا مصر . أما المصلحون المنادون دائما بإصلاح مصر فهذه فرصتكم ولا تضيعوها اليوم على كل داعي للإصلاح أن يقلل من ساعات نومه وأن يفتح بيته وأن يضع يده في جيبه لينفق وأن يدرب نفسه على جهاد طويل لإرساء الحق والقضاء على الباطل الذي عشش في بلادنا . أسأل الله أن يجعل الأيام القادمه كلها خيرا لبلدنا ولشعبنا ولأمتنا
ارحل كزين العابدين وما نراه أضل منك ارحل وحزبك في يديك ارحل فمصر بشعبها وربوعها تدعو عليك ارحل فإني ما أرى في الوطن فردا واحدا يهفو إليك لا تنتظر طفلا يتيما بابتسامته البريئة أن يقبل وجنتيك لا تنتظر أمّا تطاردها هموم الدهر تطلب ساعديك لا تنتظر صفحا جميلا فالخراب مع الفساد يرفرفان بمقدميك
ارحل وحزبك في يديك ارحل بحزب امتطى الشعب العظيم وعتى وأثرى من دماء الكادحين بناظريك
ارحل وفشلك في يديك ارحل فصوت الجائعين وإن علا لا تهتديه بمسمعيك فعلى يديك خراب مصر بمجدها عارا يلوث راحتيك مصر التي كانت بذاك الشرق تاجا للعلاء وقد غدت قزما لديك كم من شباب عاطل أو غارق في بحر فقر وهو يلعن والديك كم من نساء عذبت بوحيدها أو زوجها تدعو عليك
ارحل وابنك في يديك إرحل وابنك في يديك قبل طوفان يطيح لا تعتقد وطنا تورثه لذاك الابن يقبل أو يبيح البشر ضاقت من وجودك.. هل لابنك تستريح؟ هذي نهايتك الحزينة هل بقى شيء لديك؟ ارحل وعارك أي عارْ مهما اعتذرتَ أمامَ شعبكَ لن يفيد الاعتذارْ ولمن يكونُ الاعتذارْ؟ للأرضِ.. للطرقاتِ.. للأحياءِ.. للموتى.. وللمدنِ العتيقةِ.. للصغارْ؟!
ولمن يكونُ الاعتذارْ؟ لمواكب التاريخ.. للأرض الحزينةِ للشواطئِ.. للقفارْ؟! لعيونِ طفلٍ مات في عينيه ضوءُ الصبحِ واختنقَ النهارْ؟! لدموعِ أمٍّ لم تزل تبكي وحيدا فر أملا في الحياة وانتهى تحت البحار لمواكبِ العلماء أضناها مع الأيام غربتها وطول الانتظارْ؟! لمن يكون الاعتذار؟
** ارحل وعارك في يديكْ لا شيء يبكي في رحيلك.. رغم أن الناس تبكي عادة عند الرحيلْ لا شيء يبدو في وجودك نافعا فلا غناء ولا حياة ولا صهيل.. ما لي أرى الأشجار صامتةً وأضواءَ الشوارعِ أغلقتْ أحداقها واستسلمتْ لليلِ في صمت مخيف.. ما لي أرى الأنفاسَ خافتةً ووجهَ الصبح مكتئبا وأحلاما بلون الموتِ تركضُ خلفَ وهمٍ مستحيلْ
ماذا تركتَ الآن في أرض الكنانة من دليل؟ غير دمع في مآقي الناس يأبى أن يسيلْ صمتُ الشواطئ.. وحشةُ المدن الحزينةِ.. بؤسُ أطفالٍ صغارٍ أمهات في الثرى الدامي صراخٌ.. أو عويلْ.. طفلٌ يفتش في ظلام الليلِ عن بيتٍ توارى يسأل الأطلالَ في فزعٍ ولا يجدُ الدليلْ سربُ النخيل على ضفافِ النيل يصرخ هل تُرى شاهدتَ يوما.. غضبةَ الشطآنِ من قهرِ النخيلْ؟! الآن ترحلُ عن ثرى الوادي تحمل عارك المسكونَ بالحزب المزيفِ حلمَكَ الواهي الهزيلْ..
*** ارحلْ وعارُكَ في يديكْ هذي سفينَتك الكئيبةُ في سوادِ الليل تبحر في الضياع لا أمانَ.. ولا شراعْ تمضي وحيدا في خريف العمرِ لا عرش لديكَ.. ولا متاعْ لا أهلَ.. لا أحبابَ.. لا أصحابَ لا سندا.. ولا أتباعْ كلُّ العصابةِ تختفي صوب الجحيمِ وأنت تنتظرُ النهايةَ.. بعد أن سقط القناعْ
أشكرك أن جعلت من وقتك دقيقة لتزور موقعي المتواضع وأنا أدعوك لقراءة مقالاتي وأن تكون إيجابيا وتعمل على نهضة الأمة بكل الوسائل الشرعية الممكنة وأن تواجه الانحدار الذي وصلت إليه أمتنا الحبيبة ، ولا تبخل بكلمة نصح أو توجيه لي أو لغيري وجزاك الله خيرا.