الثلاثاء، ١٦ يونيو ٢٠٠٩

زيارة أوباما ..

كنت واقفا قريبا من القاعة التي أطلق منها أوباما خطابه عندما زار القاهرة في الأسبوع قبل الماضي وشاهدت ضابطا كبيرا يحمل جهاز الاسلكي ويتحدث فيه بعصبية وهو مذعور وخائف ولم يلفت نظره مروري بالقرب منه فقد كان الشارع شبه خالي وكان مشغولا بالصراخ في الجهاز الذي يحمله وعندما نظرت إلى وجهه فكرت وسألت نفسي لماذا هو خائف بهذه الطريقة وهو الذي يخيف كثيرا من أبناء شعبه كل يوم ولماذا كل هذا الخوف على أوباما ؟ وعندها سرحت بعيدا تذكرت من هو القادم إلينا .
إنه رئيس العالم الحر ! هكذا كانوا يقولون على بوش . إنه جلس مع مستشاريه واتفق معهم على أن يتوجه بكلمة إلى المسلمين حتى يحسن وجه بلده القبيح ، واتفقوا على أن يلقي هذه الكلمة من هنا من القاهرة ومن هذه القاعة في جامعة القاهرة ولم يخطر بباله أنه ربما يرفض أهل القاهرة ذلك ولكن هل سيتم سؤال أهل القاهرة أصلا ؟ لا فنحن في القاهرة لن يتم استشارتنا بل وستتم الرحلة إلى القاهرة كما يريد هذا القادم من بعيد وفي حراسته الخاصة التي ستدخل وتخرج من مصر وإليها دون إذن من أحد وهذا ما حدث بالفعل !!
أحسست عندما نظرت إلى وجه الضابط الذي كان يقف أمامي أنني محاصر بينه وبين هذا القادم من بعيد وأحسست أنه لولا ما فعله هذا الضابط وأمثاله معي ومعكم أعزائي القراء لكان لنا أو للغالبية منا موقف رافض لهذا الأسلوب من التعامل معنا ومع بلدنا وكأننا كم مهمل . فقد صنعوا منا لقمة سائغة لهذا الغريب لكي يأخذ قراراته ويجريها علينا ليل نهار ، نعم كان سيكون لنا موقف ممن دمر العراق وأفغانستان وممن قتل أهلنا هناك وممن يساند الكيان الصهوني ويعتبره شريكا دائما له ، نعم كان سيكون لنا موقف ممن يعتبرنا نحن المسلمون عدوه الأول .
عندما جاء أوباما إلى القاهرة تأكد عندي أننا لا نمتلك من أمر بلدنا أي شيء فالذي يملك أمرنا هو الجالس هناك في البيت الأبيض والذي يأخذ القرار هو الجالس هناك ونحن لا قيمة لنا جميعا .
وتذكرت أنه في إحدى ممالك الأندلس عندما كان يأتي ملوك أوربا للزيارة كانوا ينتظرون فترات ربما تصل إلى شهر لكي يتمكنوا من مقابلة أمير البلاد . وعلمت أن تحول الأوضاع كان بسببنا نحن نعم نحن الذين فرطنا في أسباب العزة التي كنا نمتلكها ، نعم نحن الذين قصرنا في حق أمتنا وفي حق بلدنا ، نعم نحن الذين أهملنا أنفسنا حتى وصلنا إلى ما نحن فيه من ضعف وأصبحنا مثل الكرة تتقاذفنا الأقدام .
ولكن : لم تنته المباراة بعد فسنن التقدم موجودة ومعروفة للجميع فلنحملها ولنحمل أنفسنا على الجادة وكفانا هزلا .