السبت، ١٩ ديسمبر ٢٠٠٩

عام جديد ..

تمر الأيام وتنطوي السنوات ونحن كما نحن نجلس في مقاعد المتفرجين على ما يحدث لنا ولا نفكر مرة أن ننتقل إلى أماكن اللاعبين ويأتي عامنا الهجري الجديد ولا توجد بارقة أمل لتغيير حالنا السيئ الذي نعيشه إلى حال أفضل ولكن السؤال المهم والواجب : هل الواجب علينا أن نجلس نندب حظنا ونلطم خدودنا أم نرمي وراء ظهورنا مثل الوزير الراسب ، ولا أرى أننا يجب علينا أن ننسى أننا نحمل وزر ما نحن فيه ولن يتغير الحال إلا بأيدينا نحن .
من ينظر في الأحوال التي نعيشها منذ سنوات طويلة يجد أن حالنا يسير من سيء إلى أسوء سواء على مستوى الأشخاص أو على مستوى الدول فحال دولنا لا يسر أحد وأي باحث يستطيع بكل سهولة ويسر أن يثبت أننا كدول أو كأمة لا يوجد عندنا خطط قريبة أو بعيدة للخروج من النفق الحالي الذي نعيش فيه وأن أقصى أمل للشعوب العربية أن تجد ما تأكل وما تشرب ولا أحد يفكر في المستقبل القريب أو البعيد ولأننا فقدنا الرؤية الصحيحة للحاضر والمستقبل فقد نتج عن هذا الفقدان تيبس الفكر وضعف الانتماء ولا تجد من يهتم بالهم العام إلا قليل من الناس لأن الأمر أصبح مكلفا .
فيا ترى ما هو المخرج من هذا الموقف الصعب وبالرغم أنني لا أزعم أن محاولة إثارتي لهذا الأمر هو لأني أحمل حل سحري لما نحن فيه من تخلف ولكن محاولة مني لفتح جرح غائر أصابنا جميعا ، ونعود للمخرج مما نحن فيه فأرى أن مخرجنا يبدأ وينتهي عند عقدنا معاهدة صلح طويلة ومستمرة مع ما نحمله من عقائد ومفاهيم راقية ونقية وصافية وأن نعود إلى النبع الصافي الجميل الذي تركه لنا سيدنا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم .
هيا بنا إخواني الأحباب نضع عنوان لهذا العام وليكن هذا العام هو عام المصالحة : المصالحة بيننا وبين الله ، المصالحة بيننا وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم ، المصالحة مع القرآن الكريم ، المصالحة مع أهلنا ورحمنا ، المصالحة مع أحبابنا وأصدقائنا ، المصالحة مع أبنائنا ، المصالحة مع زوجاتنا ، المصالحة مع العلم ، المصالحة مع التقنيات الحديثة ، المصالحة مع النظافة ، المصالحة مع الحضارة ، المصالحة مع الرقي ، المصالحة مع جيراننا ، المصالحة مع حقائق الكون وعدم الاصطدام بها ، المصالحة مع النصر والبعد عن الهزائم ، المصالحة مع أنفسنا حتى يعود الهدوء عنوان لنا ، المصالحة مع النقاء نقاء النفس ونقاء اليد .
هل تركت شيء ؟ نعم أريد مصالحة كبرى بيننا جميعا مصالحة تجعلني أتبسم في وجه كل من ألاقيه في الشارع أو في العمل ، مصالحة تجعل الموظف يبتسم لي وهو يؤدي لي الخدمة المطلوبة ، مصالحة تجعل الأم تعود لتحنو على أطفالها وتجعل بلدنا تحنو علينا وتحتوينا ، مصالحة تجعلنا نكف عن التردي في كل شيء.
هيا بنا نستعد لهذا العمل العظيم ونبدأ عامنا بالصفح عمن أساء لنا ونبدأ عامنا بصياغة حياتنا بصورة جديدة لا يوجد فيها حقد ولا حسد ولا غل ولا ضغينة ، يتصالح الغني مع الفقير بالعطف عليه ، يتصالح الرئيس مع الشعب بإيقاف كل القوانين الظالمة التي نرضخ تحتها ، هذه القوانين التي عطلت تقدمنا كثيرا ، يتصالح الرئيس مع الشعب بعزل كتيبة المنتفعين وإعادة بلدنا إلى أصحابها الحقيقين ، يتصالح الرئيس مع الشعب بإطلاق الحريات وتفريغ المعتقلات فلا يصح أن نقابل العام الجديد ونحن نحمل كل هذا الرجس وغيرنا يقابل العام الجديد بمزيد من التقدم والرقي.
أرجو أن يجد كلامي صدى عندك أخي القارئ وأرجو أن نتقدم جميعا خطة نحو مصالحة شاملة مع أمتنا حتى نعمل على رقيها وعلى عودتها لمكانتها الطبيعية التي افتقدتها كثيرا .

الجمعة، ١١ ديسمبر ٢٠٠٩

كلمات حية


هي الغيوم

إذا ما فُرقت عقمت

وإن تلاقت

هوى من جوفها المطر

نحن الديم

نحن ابتهالات الأمم

نحن الرجاء

إذا تقاطب في ليالينا البلاء

لسنا دعاة الموت

لكننا إذا ابتلينا

نرتقي

لنخوض بحر الموت

سعيا للحياة