الجمعة، ٢٨ مايو ٢٠١٠

مهزلة كينية

نحن جميعا نرى أن الأمور السيئة تتسارع على بلدي في هذه الأيام وأن هذه الأحداث التي تمر بنا هي نتاج طبيعي لطريقة إدارة البلاد من فترة طويلة. فهذه وزيرة كينية تتبجح علينا وتقول بأنه ليس أمامنا إلا أن ننساق وراء أوامرها بالتوقيع على اتفاقية ستكون نتيجتها وخيمة على البلاد والعباد. هذه الوزيرة ورئيس دولتها لا يملكون السيطرة على بلادها بشكل كامل تأتي وتتبجح على بلادي والله إن هذا لنذير شؤم ، مصر العروبة والإسلام ، مصر الحضارة ، مصر التاريخ وأوصاف كثيرة نطلقها على مصرنا الحبيبة تتلاشى الآن وتضيق وتتهاوى ليأتي اليوم الأسود التي تهددنا فيه وزيرة كينية والله إنها لمهزلة .

حينما غزى المغول الأمة من الشرق واقتحموا عاصمة الخلافة بغداد وقتلوا وشردوا وأذاقوا الأمة كل أنواع الهوان وقف لهم أبناء بلادي وصدوهم وقضوا على كل خططهم وجيوشهم وكانت نهايتهم على حدودنا الشمالية.

وحينما احتل الصليبيون بيت المقدس و سفكوا دماء المسلمين وشردوهم وقف لهم أبناء بلادي وخلصوا العالم من شرهم.

وفي أكتوبر العظيم ورمضان المبارك وقف أبناء بلادي للصهاينة وقفة أذهلت العالم في وقتها وهزموهم شر هزيمة.

والآن تأتي وزيرة كينية وتقول أنه ليس أمامنا إلا أن نخضع لأوامرها ونوقع على اتفاقية سوف تجعلنا في عداد العطشى ثم تقول أنها سوف تأتي للقاهرة هذا الأسبوع وأن موضوع النيل ليس معروض للنقاش فهي تأمر وأيضا تحدد للسادة الجاثمون على صدورنا أجندة الاجتماعات ؟ ما هذه المهزلة ، وما هذا الهوان .

يا قومنا أجيبوني هل هذه نهاية العالم، هل أتى الوقت الذي ننتظر فيه الانهيار الكامل لهذه الدولة التي كانت عظيمة، هل نجلس مع أولادنا الآن لنخبرهم بأنه ليس هناك مستقبل كما أن الحاضر ليس مضمونا، هل نبيع بقايا ممتلكاتنا ونذهب إلى كينيا لنطلب اللجوء السياسي والاقتصادي والنفسي ونطلب من سيادة الوزيرة أن تقبلنا عندها خدما أو حتى عبيدا لأني لا أعتقد أنها سوف تقبلنا مواطنين عند دولة كينيا العظمى فهي الآن ليست كينيا التي كانت تستجدي غذائها وأمنها إنها كينيا العظمى التي ستأتي إلى البلد الذي كان بلدا عظيما لتملي شروطها على السادة الجاثمون على صدورنا، والله إنها لمهزلة.

السادة الجاثمون على صدورنا يقيموا الدنيا ولا يقعدوها إذا انتظم شاب في الجامعة في صلاة الفجر ويذهب السادة البصاصين هنا وهناك ليتقصوا حقيقة صلاته وهل هو من أبناء الجماعة المحظوظة أقصد المحظورة طبقا لطريقة كتابتها عند أذنابهم أم أن الشاب مازال في بداية معرفته بالصلاة فنتركه ونتعامل معه ومع غيره بألف طريقة سوف نبتكرها ونجربها وننفذها ونصرف عليها الملايين حتى يعود إلى سابق عهده ويترك طريق التدين الذي يؤذينا ويؤذي جارتنا العزيزة إسرائيل.

فلماذا لا يفعل السادة الجاثمون على صدرونا ذات الأفعال مع السيدة الوزيرة الكينية المتبجحة أو مع السيد رئيس وزراء إثيوبيا الغير موقر.

أيها السادة الجاثمون على صدورنا كفاكم ما فعلتم بنا في السنوات السابقة فقد وصل الحال إلى ما تروه وما تسمعوه والقادم أسوأ.

أيها السادة الجاثمون على صدورنا أرجوكم إن كان مازال لديكم ذرة حب لهذه البلد الذي كان عظيما أرجوكم اتركوا البلد لمن يحبها اتركوها لمن يريد صناعة مستقبلها وإصلاح حاضرها، اتركوا البلد لمن يضحي من أجلها لا لمن يحاول نهبها وسحلها وقتلها ثم دفنها دون الصلاة عليها أو غسلها.

أيها السادة الجاثمون على صدورنا إن القادم أسوأ بكثير من الحاضر إن الوقت التي تهددنا فيه وزيرة كينية ورئيس وزراء إثيوبيا ويتوعدونا لهو يوم عظيم أرجو أن يغير فيكم شيئا.

أيها السادة إن الأمر جد لا هزل إنها مسألة حياة أو موت لم يعد الأمر كلام فقط بل إن السدود قد بنيت وبدأوا في تشغيلها وبتمويل من إيطاليا ولا أدري لماذا زيارة إيطاليا التي تمول السدود ؟

إن الأمر يهمنا جميعا فلابد أن نفكر جميعا في مستقبل بلدنا ولا نترك الأمر للذين ضيعوا العباد والبلاد وأظن أن كل منا خائف على حاضره ومستقبل أولاده فالأمر متروك لكل فرد كي يفكر فيه بطريقته ولكن هناك كلمة في الختام : إن أي تفكير لابد أن يكون من منطلق حب البلد وليس الهدم أو التخريب فبلدنا تستحق الآن التفكير في البناء وليس في الهدم.