الثلاثاء، ٢٤ مارس ٢٠٠٩

أجب عن عشرة أسئلة تصبح صاحب مشروع

حالة من اليأس والإحباط تسببها أخبار التسريح شبه اليومية التي تطل علينا منذ بدأت الأزمة المالية، ويوما بعد يوم تزداد الصورة قتامه أمام الآلاف من الشباب المتدفق لسوق العمل سنويا، إلا أن البعض لم يستسلم لتلك المثبطات وحركت الأزمة داخله مارد المغامرة والرغبة في الاستقلال بعمل خاص يكون هو مبتكره ومديره.
فهل تكفي هذه الرغبة لتتخذ قرار إنشاء مشروع مستقل ناجح؟ في رأي كيلي سبورز الصحفية بجريدة وول إستريت جورنال لا تكفي الرغبة لتكون الأساس الذي تبني عليه عملك الخاص، ورصدت كيلي في تقرير لها منشور تحت عنوان"
So, You Want to Be an Entrepreneur " بتاريخ 24 فبراير 2008،عشرة أسئلة أساسية تعتبر الإجابة عليهم هي المحدد والمؤشر الذي يمكنك من خلاله معرفة صلاحيتك للقيام بمشروع خاص من عدمه.
ففي الوقت الذي يعتبر الكثيرون أن العمل الخاص هو الوسيلة المناسبة للحصول على الثروة، والقيام بشيء ما تحبه بعيدا عن سلطة شخص آخر كمديرك مثلا، يراه آخرون مقامرة مالية ضخمة؛ حيث يكتشفون بعد فوات الأوان أنه لم يكن خيارهم المناسب؛ لذلك حاول الإجابة على العشرة أسئلة التالية قبل اتخاذ مثل هذا القرار:
1- هل أنت مستعد لتحمل المخاطر المالية الكبيرة؟
خصوصا أن ما يقرب من نصف المشروعات التي تبدأ تنتهي في غضون خمس سنوات، وتعد الواقعية في تحمل المخاطر المالية شرطا أساسيا لمن يرغب في القيام بمشروع خاص مهما بلغت كمية الفاقد من الثروة.
فهناك علاقة طردية بين حجم الخسارة المالية المتوقعة عند بداية أي مشروع خاص، وما سوف تحصل عليه فيما بعد، تماما مثلما يحدث في حالة خسارة الكثير من الأموال للحصول صوت في "مجلس الشيوخ الأمريكي".
فعلى من يريد أن يكون صاحب مشروع أن يعرف أنه إذا فقد رأسماله، فإن ذلك لا يعني بالضرورة خسارة وضعه المالي، أو بمعنى آخر تحدث عنه سكوت شين خبير علاقات العمل والأستاذ بجامعة Case Western Reserve في كليفلاند، وهو أن عليك أن تقبل بمغامرة قد تؤدي بك للإفلاس، فحسب شين حتى رأس المال الذي تبدأ به المشروع ربما يكون رأس مال مغامر، فـ 10% من المشروعات قامت على أساس رأس المال المغامر من خلال ممولين، أو قروض مجمعة من أصدقاء أو من العائلة، ولم يعتبر شين في ذلك مشكلة حتى في الأوقات الاقتصادية الجيدة.
2-هل أنت على استعداد للتضحية بنمط حياتك لعدة سنوات؟
إذا كنت ممن يحصلون على مخصصات مالية إضافية لمرتبك كميزة الإجازات مدفوعة الأجر، أو التأمين الصحي ربما تفاجأ مفاجأة غير سارة، وهي أنك قد تعمل لمدة 60 ساعة أو أكثر في الأسبوع، وقد يصل بك الحال إلى أن تحرم من العودة لمنزلك، كما أنك ستحرم نفسك من تقاضي راتب معقول في السنوات الأولى من بداية مشروعك، وستتخلى عن إجازاتك، حتى يبدأ مشروعك، ويكون له وجود، وهو ما يستغرق ثماني سنوات أو أكثر، وفق تقدير ويليم بيجرف الأستاذ الفخري في إنشاء وتنظيم المشاريع بكلية للإعلام بجامعة Wellesley.
وحتى لو أردت أن تستجم بعيدًا، فسيكون ذلك صعبًا؛ لأنك ستجد من يتصل بك، سواء من موظفيك أو عملائك، وسيكون عليك أن تصطحب معك هاتفك وجهازك المحمول كما يحرص رجال الأعمال دائمًا.
وتحكي السيدة والزير عن معاناتها عند بداية مشروعها؛ حيث لم تتقاض أي أجر لنفسها حتى السنة الثالثة من تأسيس المشروع، وبعدها تقاضت أجرا بسيطا، على الرغم من إمكانية حصولها على أجر أكبر، ولكنها فضلت أن تبقي الأموال لمشروعها؛ ليكون في وضع مالي أفضل.
وعلى الرغم مما يمثله عدم وجود دخل لمدة سنتين لوالزير البالغة من العمر تسعة وعشرين عاما من تقشف في الحياة، إلا أنها الآن تضاعفت ميزانية مشروعها، ووصل دخلها السنوي إلى أكثر من 2 مليون دولار.
3- على من سيجني عملك الخاص؟
لا تتجاهل الوقت المستغرق في إدارة عملك الخاص وتأثيره على أحبائك، فكثيرا ما تسببت المشاريع الخاصة في إفشال بعض الزيجات، أما الحالات الأخرى التي لم تفشل فإن بها الكثير من التوتر؛ وذلك لأن أصحاب المشاريع يكرسون الكثير من الوقت والمال لإعمالهم.
ويستعجب فيشبيك نائب رئيس المشاريع في مؤسسة إوينج " Ewing Marion Kauffman Foundation" من الأزواج الذين يبدءون عملهم الخاص دون أن يبلغوا زوجاتهم، وينصح من يريد أن يكون صاحب مشروع أن يتحدث مع زوجته وأسرته عن تأثير عمله الخاص على حياته المنزلية، والتغيرات التي ستحدث في جداول المهام اليومية، ومدى التوتر الذي تشعر به من جراء هذه المخاطرة المالية، وعليهم أيضا أن يتفهموا ذلك, وأن يشعروا أنهم يحققون معك حلمك.
4- هل تستطيع إدارة عملك الخاص من كافة الأوجه؟

في المراحل الأولى من الأعمال التجارية غالبا ما يقوم المؤسسون بالتعامل مع كل شيء بداية من الفواتير للعملاء، وتوظيف الموظفين حتى كتابة مواد التسويق، فبعض أصحاب المشاريع الجديدة يقضون معظم وقتهم في الإدارة؛ حيث تقول دونا اتنسون نائبة رئيس رابطة مراكز تنمية الأعمال التجارية الصغيرة "عليه أن يفكر في كل الأمور التي لم يفكر فيها من قبل" كناية عما يقوم به صاحب المشروع في البداية.
ويحكي جيرومي ستولينجز (33 عاما) مؤسس شركة Ninthlink Inc بسان ديجو، ومؤسس شركة للتسويق التفاعلي عن حماسته الشديدة عند بداية المشروع، والتي سرعان ما خفتت عندما بدأت وكالته في عام 2003 في تعيين اثنين من الموظفين؛ حيث أدرك حينها أنه لم يكن على استعداد للتحديات اليومية لإدارة الآخرين.
ومن فرط حماسته وحبه للمشروع توقع ستولينجز أن تنتقل هذه الروح لموظفيه تلقائيا، ليقوموا بوظائفهم ويشعروا بنفس ما يشعر هو به عند قيامه بأي جهد للمشروع، لكنه فوجئ بشكاوى كثيرة من بعض العملاء، يشكون فيها موظفيه لعدم حرصهم على العمل، وتأخيرهم في تسليم المشروعات في الموعد المقرر، كما أنهم تعجبوا من المفارقة الشديدة بينه وبين موظفيه فهو حريص على العمل بشكل كبير، ويمتلك من المهارات الكثير، لذلك نصحوه أن يغير أسلوب إداراته لهم.
5- هل أنت مستعد لاتخاذ القرارات بشكل فوري دون الاسترشاد بأي دليل؟
في بداية أي عمل خاص، يكون عليك اتخاذ عدد كبير من القرارات دون أي توجيه، فهل أنت مستعد لاتخاذ مثل هذه القرارات دون أن تستشير أحدًا.
يرى الكاتب بيل واجنر مؤلف كتاب "رجال الأعمال خلف الأبواب"، والذي حدد فيه خصائص أصحاب المشروعات الناجحة، أنه لا أحد يمكن أن يقول لك كيف تكون ناجحا؟ كما لا يوجد هيكل محدد للدخول في مشروع تجاري بناء على الدراسة التي أجراها على عينة بها أكثر من 10000 رجل أعمال؛ لمعرفة ما الذي يميز المشروعات ذات النجاح الكبير عن غيرها ذات النجاح الأقل.
وفي مقابلته لمعظم أصحاب المشاريع الناجحة، توصل إلى أن أكثرهم من ذوي القدرة على اتخاذ القرارات الفورية، غير أنها ليست قاعدة ألا يصلح من هم أقل قدرة على اتخاذ القرار بهذا الشكل للدور القيادي، فقط يتعين عليهم بذل الكثير من الجهد في ذلك.
6- ما هو مدى سرعتك في تنفيذ أفكارك؟
تعتبر القدرة على تنفيذ الأفكار واحدة من أكبر الاختلافات بين أصحاب المشاريع الناجحة وغيرها؛ حيث يشير البروفسور بيجرف من كلية Babson College إلى أنه لا يعني امتلاكك لفكرة رائعة، أن مشروعك ناجح؛ لأن هذا يتطلب مزيجا من حملات الإقناع، ومهارات القيادة والحدس، فهم فعلا القادرون على تحويل فكرتك إلى تجارة مربحة.
لذا عليك النظر لماضيك بموضوعية لمعرفة إذا ما كنت توليت أدورا قيادية، أو أنشأت مشروعا خاصا بك، أو أي شيء يرجح أن لديك قدرة جيدة على تنفيذ الأفكار، وتستطيع أن تحدد ذلك مبكرًا، فقد تكون متمتعا بهذه الصفة من الصغر، ويقول بيجرف "الكثير من أصحاب المشاريع الناجحة بدأت أفكار شركاتهم عندما كانوا أطفالا".
7- إلى أي مدى أنت مقنع وتملك حسن التعبير؟

فإذا كنت لا تعتقد أنك مقنع أو لديك صعوبة في توصيل أفكارك للآخرين، قد يكون عليك إعادة النظر في بدء مشروع خاص بك من عدمه، أو عليك التفكير في الحصول على بعض المساعدة تفاديا لهذه المشكلة.
يحكي براد برايس الذي كان شريكا بشركة بالتيمور للمحاماة عام 2007، وكان يتقاضى مقابلا يصل إلى 135000 دولار سنويا لوظيفته هذه عن تجربته؛ حيث استقال من وظيفته لينشئ مشروعه الخاص، لشعوره بأنه شخص قادر على القيادة، ولديه من الفعالية الشخصية ما يمكنه من إنشاء مشروعه الخاص، لكنه اكتشف بعد ذلك أن لديه مشكلة في المبادرة بالتواصل والعرض لخدمات شركته.
ويعبر عن هذه الحالة بقوله "هناك فرق كبير بين انتظارك أن يرن الهاتف، وأن تقوم أنت بالاتصال أولا، هكذا أوضح برايس الفرق بين عمله السابق وعمله الحالي كصاحب مشروع. ولحل هذا الموضوع فوض برايس زوجته في إدارة التسويق، وتكوين الشبكات؛ حيث إنها تجيد -على حد قوله- عمل ذلك، وبهذا خرج من مأزقه.
8- هل تملك فكرة أنت متحمس لتحقيقها من خلال مشروعك؟

لو لم تملك الحيوية الكافية لتستيقظ من نومك، وتقفز خارج فراشك مباشرة لتصل لعملك سريعًا، وإن لم تملك خطة فعالة لتمضية وقتك، فسيكون صعبا عليك إدارة عملك الخاص.
فسؤال لماذا تريد أن تقوم بعمل خاص؟ هو أول ما تسأل عنه "تنسون" رئيسة رابطة تنمية المشروعات الصغيرة من يريد أن يقوم بعمل خاص؛ حيث تقول إذا كنت تقوم به رغبة في جمع الكثير من المال، أو لأنك تعبت من العمل لحساب شخص آخر، فتنصحك تنسون بأن تتجنب العمل الحر تماما إذا كان لمثل هذه الأهداف فقط.
وتضيف "إذا ما كنت تكره القيام بالأعمال الورقية، فآخر ما يمكن أن تفعله هو أن تصبح أمين مكتبة، وتؤكد أنه على من يرغب في القيام بعمل خاص أن يكون حكيما في اختيار النشاط الذي تقوم فيه بمشروعك، وعليك أن تكون على دراية كافية بهذا المجال؛ لأنه سيكون من الصعب أن تنجح إذا كنت تعرف القليل عن مجال تخصص مشروعك.
9- هل لديك روح المبادرة؟

يواجه الكثير من أصحاب المشاريع بالكثير من مشاعر الإحباط تجاه أفكارهم، ويقابلون دائما معارضة لما يقومون به، وهو ما يستلزم قوة الإرادة والتفاؤل دائما للتغلب على مثل هذه العقبات.
وقد توصل جون غارتنر أستاذ الطب النفسي بجامعة Johns Hopkins ومؤلف كتاب "hypomaniac edge"، لنظرية مفادها أن العديد من أصحاب المشاريع المعروفة لديهم حالة ذهنية ونفسية خاصة، أهم ملامحها أنهم غاية في الإبداع والنشاط والمثابرة، وهي ميزات تساعدهم على الاستمرار حتى لو فقد الآخرون الإيمان بما يفعلون.
وتعتبر المخاطرة الفائقة من أشهر الأفعال المرتبطة بالثقة العالية لدى هؤلاء الأشخاص، فهم لا يخطر الفشل بذهنهم، بل ولو حدث لهم فشل بالفعل فإنهم سرعان ما يتداركونه، وليس شرطا أن تنساق بشدة وراء مثل هذه النماذج كي تحقق النجاح، لكن الأشخاص الذين يحبطون ويردعون بسهولة لن يستمروا طويلا في إدارة عمل خاص.
10- هل لديك شريك تجاري؟

إذا لم يكن لديك كل الإمكانيات التي تساعدك في إدارة عملك فإنها ليست مشكلة ميئوسا من حلها، فعليك فقط العثور على الشريك التجاري المناسب لك ليعوض أوجه القصور الخاصة بك، ولكن لا بد أن يتوافر له نفس القدر من الحماسة للعمل والالتزام بالقواعد الأخلاقية التي تؤمن بها أنت، وتأكد من أنه إذا توافر به ذلك ستزداد احتمالات نجاح مشروعك وتقل المخاطر.
وقد أشار ديفيد غيج العضو المؤسس لرابطة BMC إلى أن المشروعات التي يديرها الشركاء محتمل أن تحقق نجاحا ونموا أكثر من نظيراتها التي بدأها أصحابها منفردين، وذلك من خلال دراسة أجرها الباحثون على عينة قوامها 2000 رجل أعمال.
ويضيف ديفيد أن كلمة السر لاختيار الشريك، هي قدرته على التعامل مع الجوانب المختلفة التي لا تتعامل معها أنت؛ لأن كلا منكما مكمل للآخر، فشخص ما يحب المجازفة، ويحب أن يكون في بؤرة الضوء، عليه أن يختار شريكا يفضل العمل في مؤخرة الصف।واختيار الشريك ليس أمرًا سهلاً؛ لأنه في ضوء هذا القرار، يتحدد عدد من الأشياء، فكثير من الشراكات تفشل لوجود انشقاقات ونزاعات حول المال أو سوء الأخلاق، لذلك يوصى الشركاء بضرورة قضاء بضعة أيام يصوغان فيها معا تفاصيل الأعمال، وكيفية ترتيب العمل لمعرفة ما إذا كانا لا يزالان متوافقين أم لا؟.
نقلا عن اسلام اون لاين - ترجمة وتحرير وفاء محسن

ليست هناك تعليقات: