الأحد، ٢٨ ديسمبر ٢٠٠٨

أواه ياغـــزة ....

في هذا اليوم الدامي المشئوم السبت 27 ديسمبر 2008 قامت طائرات الكفرة الصهاينة من بني يهود بمجزرة كبيرة في غزة هاشم ، استشهد على أثرها عدد كبير جدا من إخواننا وأخواتنا وأبنائنا في غزة ، سالت الدماء في كل مكان وانتشرت رائحة الموت في كافة أنحاء غزة ، وانتشرت أشلاء الشهداء في كل مكان ، وشاهدنا على شاشات الفضائيات صور الفظائع التي صنعتها الطائرات المصنوعة في أمريكا ، الطائرات التي خرجت لتواجه أبناء الشعب الفلسطيني في غزة .
وفي المقابل جلسنا نحن العرب أمام شاشات التليفزيون ، تسيل دموعنا لنبكي ضعفنا وقلة حيلتنا قبل أن نبكي إخواننا في غزة ونحن لا حول لنا ولا قوة ، نحن لا نملك في أيدينا إلا البكاء والعويل ، أصبحنا أضعف من أن نفعل أي شيء ، أصبحا أقل من أن يعملوا لنا أي حساب .
قبل القصف بيوم واحد تقف الساقطة ليفني لتعلن من قاهرتنا الحبيبة لتعلن أنها سوف تغير الوضع في غزة ، تقف الساقطة ليفني ولا تخاف من أي رد من قياداتنا المحترمين ، تقف الساقطة ليفني لتضربنا نحن على رؤوسنا وتتفل علينا وهي تعلم أن قوادنا ماتوا منذ زمن بعيد وهي تعلم أننا آخر ما سنفعله صوت عال ولا شيء بعده وقفت الساقطة ليفني في القاهرة وهي تعلم أنها سيدة العالم ، نعم سيدة العالم في هذا الزمن الذي هانت فيه الأمة وضعفت حتى وصلت إلى هذا المستوى الرديء .
واليوم .. غطت الدماء غزة ولم نسمع من أي قائد عربي يهدد بأي رد .. أبدا .. لم نسمع من أي قائد عربي أو مسلم كلمة واحدة تشفي صدورنا ، لم نسمع أي كلمة ولو بطريق الخطأ أو أي كلمة نابعة من النخوة العربية أو من العاطفة الإسلامية .. كل ما سمعناه أشبه بمواء القطط الخائفة ، كل ما سمعناه لا يوازي قطرة دم واحدة أريقت على أرض غزة ، كل ما سمعناه لا يرقى لطموح أي طفل عربي رأى الدماء ثم بكى لأنه لا يستطيع أن يفعل أي شيء ، كل ما سمعناه كلام ضعيف ركيك ، كل ما سمعناه ردود أفعال متخبطة وردود أفعال من أناس ضعفاء مهزومون ، أناس سلموا حاضرهم ومستقبلهم لأعدائهم وهم لا يخجلون من ذلك .
اليوم .. رأيت صورة في قناة الجزيرة للساقطة ليفني تستند على يد وزير خارجية أكبر دولة عربية وهو يبتسم لها ففهمت كيف تدار الأمور ، ورأيت أعدائنا اليهود يتجبرون علينا ويذبحوننا من الوريد إلى الوريد ، ورأيت ضعفنا وقلة حيلتنا ، ورأيت إخواني وقد ارتقوا شهداء وليتني كنت معهم حتى لا أحس بهذا الكم من الهم والضعف والهوان ، ورأيتني أتمزق لأني لا أستطيع أن أفعل أي شيء ، ورأيت أننا جميعا مشاركون في هذا الجرم العظيم.
جاءني ابني يبكي وسألني : ماذا حدث في غزة ؟ ولماذا يحدث هذا ؟ وماذا فعل أهل غزة لكي يتم الحكم عليهم بالإعدام الجماعي ؟ جاءني وأنا لا أملك نفسي مما أراه على شاشة التليفزيون ، فلم أجد أي كلام لأرد عليه به ، غير أني دعوت الله أن يكون الجيل القادم أقوى من الأجيال التي مضت ودعوت الله أن يرزق أهلنا في غزة الصبر وأن يثبتهم وأن يكونوا على قدر الحدث .
وأقول لكم يا أهلنا في غزة : أسأل الله أن يثبتكم وأسأل الله أن يرزقكم الصبر ، وأقول لكم : لقد تعودنا منكم أن تكونوا رجالا أمام الشدائد وأن تكونوا أكبر وأقوى دائما من الأحداث .
وأرجوكم أن تسامحونا وترحموا ضعفنا ، فنحن لا نملك من أمرنا شيء ، ونحن نسير رغما عنا في ذيل عدونا ، ونحن في عصرنا هذا عار عليكم ، وعار على العروبة والإسلام ، فقد بلغنا من الضعف والهوان ما لم نبلغه من قبل ، وأنتم يا سادتنا في غزة أنتم تاج رؤوسنا وأنتم أملنا في هذه الأيام الصعبة ، أرجوكم لا تعولوا علينا كثيرا ، أرجوكم أن تعلموا أن طريقكم الذي تسيرون فيه هو طريق الحق وهو طريق الجهاد وهو طريق النصر إن شاء الله .
ورسالتي لكل الشعوب العربية : أن استيقظوا وكفاكم نوما ، انظروا إلى الدماء الفلسطينية واعلموا أن الدور سوف يأتي عليكم يوما ما ، عودوا إلى ثوابتكم ، عودوا إلى دينكم ، عودوا إلى ربكم ، اتصلوا بالله وادعوه أن يرحمكم وأن يزيل هذه الغمة عنا .

ليست هناك تعليقات: