الأربعاء، ٩ يناير ٢٠٠٨

طالب الهندسة والشيخ ..

كنت أقرأ إحدى المقالات الغثة التي كثرت في صحفنا في هذا الزمن . فتداعت علي الذكريات . ففي أحد أيام شتاء 1987 قام اتحاد الطلبة في كلية الهندسة بشبرا بتوجيه دعوة لأحد علماء الأزهر الأجلاء لإلقاء محاضرة في الكلية على أن يقوم فضيلته بتوجيه طلبة كلية الهندسة إلى المفهوم الوسطي للإسلام وتوجيه الطلبة في هذه الفترة من العمر إلى فائدة الالتزام بدين الله . ووافق فضيلة الشيخ على الدعوة وأتى إلى الكلية وقابله السيد العميد وتوجه إلى القاعة المعدة للمحاضرة ، وتكلم فضيلته كلاما رائعا موجها الشباب إلى المفهوم الصحيح للدين وعدد الآيات والأحاديث والقصص التي تؤيد كلامه ولاقت كلماته ترحيبا من جميع الحاضرين . إلا أنه قام أحد الحاضرين من الطلبة وشكك في كلام الشيخ وتكلم معه بأسلوب لا يليق . وتكلم عن الإسلام بأنه انتشر بالسيف وأن الدين الإسلامي ومن يتبعه لا يستطيعون نشر مبادئ الدين إلا بالقوة وتكلم عن أن تاريخ المسلمين مليء بالدماء وكذلك حاضرهم وأن أصحاب الفكر الإسلامي يعتبرون غيرهم من الكفار وكان يتحدث مع الشيخ بلهجة سيئة جدا . فقام الشيخ بالرد عليه ردودا علمية واستدل بالآيات والأحاديث وفند كل ما جاء في كلمات هذا الطالب . ولكن الطالب لم يعجبه هدوء الشيخ فرفع صوته قائلا : أنه جاء في كتاب شهير عند المسلمين وذكر رقم الصفحة أن المجتمع الذي لا يطبق الشريعة مجتمع كافر وجلس يذكر من رأسه كلمات عن تكفير وتجهيل المجتمع فرد الشيخ عليه بأن الشيخ قد قرأ هذا الكتاب عدة مرات ولا توجد هذه الكلمات في الكتاب المذكور . فقام الطالب برفع صوته على الشيخ واتهمه بالكذب والخداع كباقي المسلمين . يبقى أخي القارئ ان تعرف ان هذا الطالب هو المخرج المعروف خالد يوسف الذي ملأ الدنيا ضجيجا . تذكرت هذه الحادثة حين قرأت كلاما له في الصحف بعد أن هاجمه مجموعة من الشيوخ بسبب أفلامه التي قام بإخراجها . فقال المخرج خالد يوسف أنه لا يجب على أحد أن يزايد على تدينه ووطنيته . وقد شاهدته في أحد البرامج وهو ينظر في الإسلام ويطرح رؤاه .
والمتتبع لكل أفلام المخرج خالد يوسف سيجد أنها جميعا تحتوي على مشاهد خادشة للحياء ومخلة . ومشاهد عري فاضح وأفلامه جميعا لاتدعو إلى فضيلة أو خير . أي أن حاضره لا يختلف كثيرا عن ماضيه . وآخر أفلامه شاهدا على ذلك . فالدعاية المنتشرة للفيلم تدل على أن به مشاهد للسحاق ومشاهد للاغتصاب . وهذه المشاهد أظن أنها تدعو الشباب صراحة لرؤية هذه الأعمال وتقليدها وهي هدم صريح للمجتمع وحرب صريحة على لإسلام .
وما أود ان اقوله أن شخص هذا تاريخه . وأنا أشهد أن الرجل حينما كنا زملاء في كلية الهندسة لم يكن من الملتزمين بالدين ولكنه كان من الذين يحاربون الإسلام محاربة شديدة . ويوم أن فاز الإسلاميون باتحاد الطلبة في الكلية جلس يدور هنا وهناك ويهدد ويذهب إلى العميد وإلى كل الجهات ليحذرهم من هؤلاء الذين فازوا .
شخص هذا تاريخه لا تنتظروا منه خيرا . ولا تنتظروا أن يقدم لكم ما يصلح شباب الأمة . ولا تنتظروا منه إلا حربا ضروسا ومحاولات حثيثة لإفساد الشباب والنساء .
فلابد لنا جميعا من وقفة معه ومع أمثاله أقلها مقاطعة أفلامه وإرسال رسائل له تفيد رفضنا لكل أعماله ।وفي الختام أدعو له ولأمثاله بالهدايه وحسن الخاتمة .
هذا المقال نشر بجريدة المصريون في اثنى عشر من يناير الفان وثمانمائة

هناك تعليقان (٢):

غير معرف يقول...

جزاك الله خيرا على هذا على هذه المقالة للدفاع عن الاسلام
مؤمن رسه
karem_rasa2010@yahoo.com

غير معرف يقول...

والله يا باشمهندس الحيلة دى بقت معروفة و مشهورة اللى هيه ايه: كل من اراد الشهرة فليهاجم الاسلام. سواء يهاجم الرموز (كالشيوخ مثلا) او النصوص (الايات و الاحاديث و الفتاوى) لدرجة ان كاتب و مؤلف لم تنتشر كتاباته ولم يسمع بها احد فماذا فعل؟ انكر احد الثوابت الاسلامية و هاجمها فذاع صيته و بيعت كتبه. وانا ارى ان امثال هذا الغث من الكتابات او المؤلفين الوصوليين و النفعيين ( واغراضهم معروفة ومكشوفة) ارى ان يتركوا والا يهاجمو باشخاصهم وانما تناقش الاراء و المبادئ فلربما يهتدى حائر او تدور عجلة الزمان فيعيد هؤلاء النظر فى حياتهم و كتاباتهم فتتغير رؤاهم.