اللحظة الثانية : اللحظة التاريخية التي حدث فيها الانهيار التام لهذا الإنسان المسلم ولهذه الدول المسلمة ولهذه المنظومة التي بناها هذا الإنسان الذي صنعه الإسلام. فلقد قامت مجموعة من الدول في الغرب ببناء حضارة جديدة بذلوا فيها الكثير من الوقت والجهد والمال. وقاموا بعمل تغييرات كثيرة في مجتمعاتهم. وقاموا ببناء الإنسان الغربي ووضعوا مناهج كثيرة في تطوير الفكر وتطوير الذات. وبدءوا من حيث انتهى المسلمون. فقاموا بعمل بناءا حضاريا على كل المستويات الاقتصادية والاجتماعية والعسكرية. وكان حجر الزاوية في بنائهم هو العلم. وبعد أن استقرت لهم الأمور استداروا على دولنا ليحصلوا منها على ما يقوي نموهم الاقتصادي والعسكري. فأخذوا من دولنا المواد الخام وأخذوا النفط ثم صدروا لنا كل منتجاتهم. وكذلك فعلوا كل ما في وسعهم حتى يدمروا ما تبقى لنا من وحدة اجتماعية وأخلاق حميدة كنا نحتمي بها ساعة العسرة. فقاموا باستعمار أرضنا فترة من الزمن قاموا خلالها بتخريب نظم التعليم وقاموا بتخريب عقول النخبة ثم وضعوا هؤلاء النخبة على رأس كل المؤسسات التعليمية والشعبية. وقاموا بزرع كيان يهودي غاصب في أرض فلسطين. والآن تتحد أوربا كاملة وتكون منظمة واحدة قوية ومنظمة. ليشد القوي منهم بيد الضعيف فيصيروا جميعا أقوياء. فمثلا كان هناك صناعات مهمة ومشهورة عند العرب مثل صناعة النسيج التي كانت تعتمد على ماكينات خاصة اخترعها العرب فعند بدأ الثورة الصناعية في أوربا طور الأوربيون هذه الماكينات وأصبحت تنتج أضعاف الماكينات العربية وأصبح المنتج الأوربي أرخص والمستثمر يربح أكثر فتوقفت الماكينات العربية ولم تجد من يطورها. وكذلك الجامعات العربية وأماكن الأبحاث العلمية في بغداد وغيرها توقفت. وجامعات الأندلس التي كانت قبلة العالم توقفت عن العمل بعد انهيار الأندلس. أي أنه هناك لحظة قيام نهضة في أوربا تبعها انهيار تام لحضارتنا فمن الضروري دراسة وتحليل هذا اللحظة التاريخية دراسة كاملة و مستفيضة واستخراج الأسباب والنتائج.
اللحظة الثالثة : اللحظة التاريخية الحالية للعالم العربي والإسلامي. فوضع العالم العربي والإسلامي لا يخفى على أحد من تفكك وتشرذم وبعد عن الطريق الصحيح لصناعة مستقبل مشرق أو حاضر مستقل. ودراسة وضع الأمة الآن وما وصلت إليه من ضعف شديد وبعد كبير عن المنهج الصحيح للإسلام. فلا توجد وحدة كلمة ولا وحدة مصير ولا وحدة ثقافية ولا وحدة اجتماعية ولا أي نوع من أنواع الوحدة. ولكن للأسف يوجد كثير من الصراعات بين أعضاء هذه الأمة وهناك جروح نازفة في فلسطين والعراق والصومال وأفغانستان وكشمير وكثير من الأماكن الأخرى. الآن هناك دماء كثيرة تسيل من أبناء هذه الأمة. وعلى مستوى الدول القطرية فالمشاكل والأزمات كثيرة فأزمة الحريات والديمقراطية وأزمة الصراع بين أنظمة والإصلاحيين ، والأزمات الاقتصادية الطاحنة والأزمات الاجتماعية الطويلة ومنها البطالة. وهناك أزمات التربية وأزمات التعليم وفقدان الهوية والانتماء. والبعد عن المنهج العلمي والمنهج العقلي في كل حياتنا. وعدم مشاركة الشعوب في القرارات المصيرية التي تخص دولهم. واستحواذ فئة قليلة في المجتمعات على جميع مقدرات الأمة السياسية والاقتصادية. ناهيك عن التخلف العلمي الشديد والبعد الكبير عن الأسس والأخلاقيات التي وضعها إسلامنا الحنيف للحياة. وفي المقابل الهجرة الشديدة والمطردة للعقول والطاقات المنتجة ناحية الغرب.
وقفة : لابد من دراسة نماذج الدول والشعوب التي تعرضت لما نحن فيه الآن ثم قامت ونهضت وأصبحت في مصاف الدول العظمى مثل اليابان والصين وكوريا لجنوبية. وعند دراسة هذه النماذج لابد من وضع الاعتبارات الثقافية والدينية ووجود الكيان الصهيوني في قلب منطقتنا العربية موضع الاعتبار.
وبعد : لابد من سؤال هل بعد الانحدار الشديد لهذه الأمة من أمل في النهوض ؟ وقبل الإجابة لابد أن نقر سويا أنه حينما نهضت الأمة لم تنهض إلا بالإنسان وحينما انهارت الأمة انهارت بسبب أن الإنسان لم يعد هو الذي قامت عليه نهضة الأمة ولكن هذا الإنسان كان قد تغير وتغيرت صفاته وأهدافه. ولهذا إذا أردنا أن نتحدث عن عودة لهذه الأمة مرة أخرى للنهوض والوقوف بين الأمم وأن يكون لنا مشاركة في الحضارة الإنسانية العالمية فلابد لنا من صناعة الإنسان الذي يحمل النهضة ويقوم بها. هذا الإنسان هو الإنسان العدل الذي هو عكس الإنسان الكل لأننا في الأمة الإسلامية الآن ينطبق علينا وصف القرآن للإنسان الكل كما جاء في سورة النحل الآية 76 ( وضرب الله مثلا رجلين أحدهما أبكم لا يقدر على شيء وهو كل على مولاه أينما توجه لا يأتي بخير هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم ) .
- إذا علينا أن نعمل على صناعة هذا الإنسان الأمل ولكن كيف هذا سؤال مهم وعظيم وفرصة لعلماء التربية والاجتماع أن يبحثوا في هذا الموضوع وعلينا أيضا أن نساعدهم في هذا المجال .
اللحظة الثالثة : اللحظة التاريخية الحالية للعالم العربي والإسلامي. فوضع العالم العربي والإسلامي لا يخفى على أحد من تفكك وتشرذم وبعد عن الطريق الصحيح لصناعة مستقبل مشرق أو حاضر مستقل. ودراسة وضع الأمة الآن وما وصلت إليه من ضعف شديد وبعد كبير عن المنهج الصحيح للإسلام. فلا توجد وحدة كلمة ولا وحدة مصير ولا وحدة ثقافية ولا وحدة اجتماعية ولا أي نوع من أنواع الوحدة. ولكن للأسف يوجد كثير من الصراعات بين أعضاء هذه الأمة وهناك جروح نازفة في فلسطين والعراق والصومال وأفغانستان وكشمير وكثير من الأماكن الأخرى. الآن هناك دماء كثيرة تسيل من أبناء هذه الأمة. وعلى مستوى الدول القطرية فالمشاكل والأزمات كثيرة فأزمة الحريات والديمقراطية وأزمة الصراع بين أنظمة والإصلاحيين ، والأزمات الاقتصادية الطاحنة والأزمات الاجتماعية الطويلة ومنها البطالة. وهناك أزمات التربية وأزمات التعليم وفقدان الهوية والانتماء. والبعد عن المنهج العلمي والمنهج العقلي في كل حياتنا. وعدم مشاركة الشعوب في القرارات المصيرية التي تخص دولهم. واستحواذ فئة قليلة في المجتمعات على جميع مقدرات الأمة السياسية والاقتصادية. ناهيك عن التخلف العلمي الشديد والبعد الكبير عن الأسس والأخلاقيات التي وضعها إسلامنا الحنيف للحياة. وفي المقابل الهجرة الشديدة والمطردة للعقول والطاقات المنتجة ناحية الغرب.
وقفة : لابد من دراسة نماذج الدول والشعوب التي تعرضت لما نحن فيه الآن ثم قامت ونهضت وأصبحت في مصاف الدول العظمى مثل اليابان والصين وكوريا لجنوبية. وعند دراسة هذه النماذج لابد من وضع الاعتبارات الثقافية والدينية ووجود الكيان الصهيوني في قلب منطقتنا العربية موضع الاعتبار.
وبعد : لابد من سؤال هل بعد الانحدار الشديد لهذه الأمة من أمل في النهوض ؟ وقبل الإجابة لابد أن نقر سويا أنه حينما نهضت الأمة لم تنهض إلا بالإنسان وحينما انهارت الأمة انهارت بسبب أن الإنسان لم يعد هو الذي قامت عليه نهضة الأمة ولكن هذا الإنسان كان قد تغير وتغيرت صفاته وأهدافه. ولهذا إذا أردنا أن نتحدث عن عودة لهذه الأمة مرة أخرى للنهوض والوقوف بين الأمم وأن يكون لنا مشاركة في الحضارة الإنسانية العالمية فلابد لنا من صناعة الإنسان الذي يحمل النهضة ويقوم بها. هذا الإنسان هو الإنسان العدل الذي هو عكس الإنسان الكل لأننا في الأمة الإسلامية الآن ينطبق علينا وصف القرآن للإنسان الكل كما جاء في سورة النحل الآية 76 ( وضرب الله مثلا رجلين أحدهما أبكم لا يقدر على شيء وهو كل على مولاه أينما توجه لا يأتي بخير هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم ) .
- إذا علينا أن نعمل على صناعة هذا الإنسان الأمل ولكن كيف هذا سؤال مهم وعظيم وفرصة لعلماء التربية والاجتماع أن يبحثوا في هذا الموضوع وعلينا أيضا أن نساعدهم في هذا المجال .